الاثنين، 4 يناير 2021

فضل الذكر وفضائل الذاكرين

 قال بسام تاصر  

نرى من واقع الناس أن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، وأدام الحديث عنه،

 

فمن أحب التجارة، وجنى بسببها المال الكثير، وذاق حلاوة الأرباح، تجده دائم الحديث عن تجارته،

/ ومن أحب الرياضة تجده من المكثرين في الحديث عن المباريات والدوريات ونجوم الرياضة وأخبارهم وتنقلاتهم بين الأندية،

/ وكذلك من استهواه الفن والمسلسلات والأفلام، فهو مشغول الوقت والذهن بمتابعة كل جديد والحديث عنه،

/ أما أهل الصدق والدين والإيمان فلهم شأن آخر،

 

/ فهم يحبون ربهم وخالقهم وولي نعمتهم، ويحرصون على كل ما يرضيه، ويرفع درجتهم عنده، ويعلي من مقامهم لديه.

 

/ إن المداومة على الذكر

1.تحيي القلوب وتوقظها،

2.وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس،

3.وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال، يقول تعالى:  [الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] (الرعد:28).

// أي -كما يقول ابن كثير- أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال: “أَلاَ بِذِكْرِ ?للَّهِ تَطْمَئِنُّ  لْقُلُوبُ”.

 

للذكر فضائل كثيرة،  منها ذلك الحديث الذي تضمن تلك المحاورة بين الرب سبحانه وبين ملائكته الكرام إظهاراً لفضل مجالس الذكر، وبياناً لمكانة الذاكرين عند ربهم، وما أعده لهم من الأجر العظيم والثواب الجزيل.

 

ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي قال: “إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة،      {{وظائفهم من يعن يسير في الارض  يبحثون  أن الذاكرين }} ومن يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك 

 

قال: وماذا يسألونني؟ 

قالوا: يسألونك جئتك، 

وهل: رأوا  جنتي؟ 

قالوا: أي يا رب! 

قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ 

 

قالوا: ويستجيرونك، 

قال: ومم يستجيروني؟ 

قالوا: من نارك يا رب، 

قال: وهل رأوا ناري؟ 

قالوا: لا  

قال: فكيف لو رأوا ناري؟ 

قالوا: ويستغفرونك، 

قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا، 

قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم 

 

قال: فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”.

 

حيث يصف القرآن الكريم ذلك الصنف من الرجال الذين يعمرون بيوته، ويسبحونه بالغدو والآصال بأنهم {{لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار” (النور: 37)}} 

 

ويفهم من سياق الآية أن المراد بقوله تعالى {عن ذكر الله} قلت المدون أي مع الصلاة   فما هو المراد بالذكر هنا؟ أنه كل ذكر لله أي الذكر المطلق، فهؤلاء الرجال الموصوفون في هذه الآية بأن تجارتهم وبيوعهم لا تشغلهم عن ذكر الله هم الذين استجابوا لله في تحذيره 

{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون” (المنافقون:9)}

 

تأتي أهمية الذكر من كونه الرافد الدائم، للمخزون الإيماني، والمحرك الموقظ لدواعي الطاعة، والحصن الذي يلوذ به المؤمن حينما تداهمه المصائب، وتعترضه عقبات الطريق، ويقعده طائف الشيطان ولماته، 

 

/ إن العبد حينما يكون ذاكرا لله في كل أحياته قد شغل نفسه وألزمها بأذكار وأوراد من تسبيح وتحميد وتهليل وصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومداومة على المسنون من الأذكار فإن ذلك يبقي قلبه حيا، ويديم إيمانه نضرا يقظا، 

فإذا ما اعترته أهواء النفس البشرية التي بين جنبيه، أو اجتالته الشياطين التي لا تفتر عن محاربته وعداوته، انتفض ذلك القلب الذاكر شامخا بإيمانه، مستعليا على شهوات نفسه، مدافعا لنفثات الشيطان وهمزاته.

 

يشير القرآن الكريم في معرض ذكره لصفات المتقين إلى صفة لهم تبين ما سبق ذكره، يقول تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” (آل عمران :135)

ويقول سبحانه: “إن الذين اتقوا إذا مسهم طآئف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” (الأعراف: 201).

 

هذا ويستفيد الذاكر، المواظب على وظائف الذكر وأوراده طاقة إيمانية خاصة حيث تنبعث الروح متوثبة في كل عمل من أعمال البر والطاعة التي يواقعها،

 

فالمسلمون في أداء عباداتهم ليسوا سواء

1.فإنك ترى المصلين في الصف الأول يتساوون ويتشابهون في أداء أركان الصلاة وواجباتها وسننها وأعمالها الظاهرة، على فروقات بينهم، غير أنهم يتفاوتون في رفع صلاتهم وقبولها عند ربهم بحسب ما يقوم في قلوبهم من تعظيم للرب واستحضار لجلال عظمته، فالمصلون كلهم يتلون في كل ركعة قوله تعالى: “إياك نعبد وإياك نستعين”، فهل يستوي حال من يستحضر أنه يخاطب ربه مع من هو شارد القلب، يستحضر في صلاته كل ما يعجز عنه خارجها؟!.

 

{ وحاجة المسلم إلى مجالس الذكر والتذكير كحاجة السمك إلى الماء، لأنها محل الحياة لها، 

 

/ وكذلك فإن حياة القلوب وتزكيتها وطهارتها تكون بملازمة تلك المجالس، 

 

/ وترويض النفس على المداومة على الأذكار والأدعية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت]

/ وفي رواية مسلم “مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر اله فيه مثل الحي والميت”.

 

 

 

فضل كثرة ذكر الله تعال

 

 


  1. فضل كثرة الذكر
  2. فضل كثرة الذكر ذات صلة
  3. فضل كثرة ذكر الله
  4. فوائد ذكر الله تعالى
  5. ثمار ذكر الله تعالى
  6. فوائد ذكر الله محتويات
  7. ١. ذكر الله تعالى 
  8. ........................
  9. ٢ فضل كثرة الذكر
  10. ٢.١ الفوز برضا الله تعالى
  11. ٢.٢ رفعة المنزلة في الآخرة
  12. ٢.٣ اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين
  13. ٢.٤ نقاء القلب
  14. ٢.٥ حياة القلب بالإيمان
  15. ٢.٦ خير الأعمال عند الله تعالى
  16. .......................
  17. ٣ فوائد كثرة الذكر
  18. ٤ أنواع ذكر الله تعالى ذكر الله تعالى

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب:41]، وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا

 

يأيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال:45]،

/ وفي الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: (أَنا عِندَ ظنِّ عبدي بي وأَنا معَهُ حينَ يذكُرُني، فإن ذَكَرَني في نفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي، وإن ذَكَرَني في ملإٍ ذَكَرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منهم....) [صحيح].

فذكر الله عز وجل سهل ميسر للجميع

 

ومن أفضل الأعمال الصالحة وأجلّها، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلّقاً بخالقه جلّ وعلا كثُر ذكره له وثناؤه عليه.

 

فضل كثرة الذكر

 1. الفوز برضا الله تعالى قال الله سبحانه وتعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35].

 2.فاز ذاكروا الله كثيراً بكل خير، فقد هيّأ الله من فضله مغفرة لذنوبهم، وأعد لهم الجنة.

 

رفعة المنزلة في الآخرة ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وغيره قالوا: [ كان إدريس عليه السلام خياطاً، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان -يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكاناً علياً، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء،

 

ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائماً أكثر الناس تسبيحاً واستغفاراً.

 

اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين صحّ عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ)   [صحيح أبي داود].

 

فالرجل عندما يستيقظ ليلاً ويوقظ معه امرأته ثم يتوضآ وضوءهما للصلاة، فيصليا ركعتين جماعة لله تعالى فإن الله عز وجل يكتبهما عنده من الذاكرين له كثيراً بمنّه وكرمه.

 

 نقاء القلب قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ).

 

 فقلب المرء يصدأ باقتراف الذنوب والبعد عن خالقه جلّ وعلا وبالغفلة عنه،

 

وبالذكر والاستغفار يُجلى ذلك الصدأ ويعود القلب نظيفاً أبيضاً نقياً.

 

[حياة القلب بالإيمان في صحيح البخاري]

عن أبي موسى، عن النبي قال: (مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ) [صحيح البخاري].

 

فالذاكر لله تعالى قلبه حي ينبض بالإيمان وحب خالقه، أما الغافل فهو كالميت لا يشعر قلبه بشيء بل هو ميت فعلاً.

 

/ خير الأعمال عند الله تعالى

 

 

 

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله :  ألا أخبرُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفِضةِ، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم، قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: ذِكرُ اللهِ) [إسناده صحيح].

 

 فأفضل العباد الذاكرين الله كثيراً،

 

فعبادة الذكر أفضل من مقاتلة الأعداء

إنفاق المال أيضاً.

 

فوائد كثرة الذكر

1.زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى.

2.الاتصال الدائم بالله عز وجل والابتعاد عن الغفلة

 

 ذكر الله عز وجل

للذاكر فيمن عنده والمباهاة به.

 

كسب الأجر والثواب الجزيل

/ رضاء المولى عز وجل.

/ محبة الله عز وجل للعبد.

/ محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى.

/ مغفرة الذنوب والسيئات.

/ سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذّته.

/ حياة للقلب وطمأنينة.

/ انشراح الصدر.

/ الثبات عند مواجهة الأعداء.

/ النصر على الأعداء.

/ الحفظ من كل سوء.

/ رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة.

/ نور في الوجه

/. قوة في الجسم.

/البراءة من النفاق.

/ كسوة الذاكر المهابة.

/ النجاة من عذاب القبر.

/ النجاة من الحسرة يوم القيامة.

/ جلب النعم ودفع النقم.

/ مضاعفة الحسنات.

/ استشعار مراقبة الله عز وجل.

/ زوال الهم والغم.

/ جلب الرزق.

/ نزول الرحمة والسكينة.

/غِراس في الجنة.

/ إذابة قسوة القلب.

/ الزهد في الدنيا والعمل للآخرة.

/ ذهاب الخوف والشعور بالأمن.

/ بركة الوقت.

/ راحة البال.

/ طرد الشيطان ووساوسه.

 

* أنواع ذكر الله تعالى

 

1/ لا يقتصر ذكر الله عز وجل على التسبيح والتهليل والتكبير والحمد، بل إن التفكر في خلق الله تعالى وفي نِعمه ذكر أيضاً، والصلاة، وقراءة القرآن، ودعاء الله عز وجل ومناجاته، والاستغفار

/ والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم العلم الشرعي، وحضور مجالس العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ما يؤدي إلى معرفة الله تعالى والتقرب منه فهو نوع من أنواع الذكر. 

كتاب الإبانة عن أصول الديانة علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري أبو الحسن

  كتاب الإبانة عن أصول الديانة علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري أبو الحسن بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي ونعم الوكيل وصلى الله على...